سورة القصص - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ (35) فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)} [القصص: 28/ 33- 37].
لما أمر اللّه تعالى موسى عليه السّلام بالعودة إلى مصر، لهداية فرعون، بعد أن فرّ من سطوته وبطشه، قال موسى: يا ربّ، إني قتلت من قوم فرعون نفسا، فأخاف إن رأوني أن يقتلوني ثأرا من قتيلهم، فكيف أذهب إلى فرعون وقومه؟! إن أخي هارون هو أفصح لسانا مني، وأحسن بيانا، وأدرى مني بلهجة المصريين، لأنه لم يترك بلادهم، فأرسله معي معينا ووزيرا يصدّقني في قولي وخبري، ويتحمّل معي عبء الرسالة، إني أخاف أن يكذّبوني في نبوّتي ورسالتي، فأجاب اللّه تعالى طلبه، وجعل هارون رسولا.
وقال الرّب عزّ وجلّ لموسى: سنعزز جانبك، ونقوّي شأنك، ونعينك بأخيك الذي سألت أن يكون نبيّا معك، وسنجعل لكما السلطان، أي الحجة الغالبة، والتّفوق على عدوّكما، فلا يكون للأعداء سبيل للوصول إلى أذاكما، بما نسلّطكما عليهم بآياتنا البيّنات، تمتنعان منهم بها، أنت يا موسى وأخوك، ومن آمن بكما، واتّبعكما في رسالتكما الغالبون بالحجة والبرهان. وقوله تعالى: {وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا} يحتمل أن يتعلّق قوله: {بِآياتِنا} إما بفعل {وَنَجْعَلُ لَكُما} أو بفعل {يَصِلُونَ إِلَيْكُما} وتكون الباء باء السبية، أي بسبب آياتنا لن يتسلطوا عليكما، ويحتمل أن يتعلق بقوله: {الْغالِبُونَ} أي تغلبون بآياتنا.
فلما جاء موسى عليه السّلام بآيات اللّه البيّنات الواضحات، قال فرعون وقومه:
ما هذا الادّعاء بالرسالة من عند اللّه إلا سحر مفترى، وقول مكذوب، وما سمعنا بما تدعونا إليه من عبادة اللّه وحده لا شريك له، في عهود آبائنا وأجدادنا الأقدمين، ولم نر أحدا من الأسلاف على هذا الدّين، ولم نر إلا الإشراك مع اللّه آلهة أخرى.
فأجاب موسى عليه السّلام فرعون المتألّه وقومه بقوله: اللّه ربّي الذي لا إله غيره، خلق كل شيء وأوجده، أعلم مني ومنك بالمحقّ من المبطل، وبمن جاء بالهداية والرّشاد ومن أرسله بهذه الدعوة، ومن الذي تكون له العاقبة المحمودة في الدنيا بالنصر والظفر والتأييد، وفي الآخرة بالنّجاة والثواب، والرحمة والرضوان، كما جاء في آية أخرى: {أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ} [الرّعد: 13/ 22- 23]. وآية: {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرّعد: 13/ 42]. وسيفصل اللّه بيني وبينكم، إنه لا يفلح ولا ينجح المشركون بالله عزّ وجلّ، ولا يظفرون بالفوز والنجاة، بل يكونون هالكين خاسرين.
وهذا أسلوب أدبي رفيع، فإن موسى عليه السّلام لم يعلن أنه المحقّ وغيره هو المبطل، وإنما فوّض الأمر لله، ليجعل للعقل في النّقاش والجدل مجالا في إصدار الحكم النّهائي، وتغليب الصواب على الخطأ، فهذه دعوة للرّوية والأناة، والتعقل، وإعمال الحكمة، كما جاء في أسلوب آخر في خطاب نبيّنا للمشركين، حيث قال صلّى اللّه عليه وسلّم: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 34/ 24].
عاقبة الجدل المثير بين موسى عليه السلام وفرعون:
بادر موسى عليه السّلام بجولة أخرى من الجدل، والنّقاش مع فرعون حول ربوبيّة اللّه تعالى وألوهيته، على الرغم من إظهاره آيات اللّه البيّنات المؤيّدة لرسالته، وأصرّ فرعون على إنكار وجود اللّه، وأعلن للحاشية والأشراف من قومه بأنه هو الإله، وأنه لم يعلم بوجود إله آخر سواه، وتحدّى ببناء صرح أو برج للبحث عن إله موسى في السماوات، واستبدّت به المادة الحسّيّة والأهواء فتصوّر أن الإله كالبشر، وعلا واستكبر، فجعله اللّه مع جنوده غرقى في البحر، وجعلهم قادة إلى النار، وأتبعهم اللعنة والطّرد من رحمة اللّه، وأيّد اللّه موسى بالتّوراة بصيرة وهداية ورحمة لمن يتذكر ويخشى، قال اللّه تعالى مبيّنا هذه الفصول:


{وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)} [القصص: 28/ 38- 43].
ثبّت اللّه موسى عليه السّلام في محاجّة فرعون، وآتاه اللّه التوراة هداية ورحمة، ودمّر فرعون وقومه الذي نادى في قومه: يا أيها الملأ الأشراف والكبراء، لم أعلم بوجود إله غيري، فإله موسى غير موجود، فاصنع لي أيها الوزير هامان آجرّا (طينا مشويّا بالنار) وابن لي به قصرا عاليا في الفضاء، حتى أصعد به إلى السماء، فأشاهد إله موسى الذي يعبده، توهّما منه بأن الإله جسم مادّي كالبشر، وإني لأعتقد بأن موسى كاذب في ادّعائه وجود إله غيري.
واستكبر فرعون وجنوده في أرض مصر، بالباطل والإفك المجافي للحقيقة، واعتقدوا بأنه لا قيامة ولا حساب ولا عقاب، ولم يدروا بأن اللّه رقيب عليهم ومجازيهم بما يستحقون. فأغرقهم في البحر في صبيحة يوم واحد، وأفناهم عن آخرهم، فانظر أيها الرسول وكل متأمّل في قدرة اللّه وعظمته، كيف كان مصير هؤلاء الظالمين الذي ظلموا أنفسهم؟ لقد أغرقناهم في اليم، أي في بحر القلزم (البحر الأحمر).
وضاعف اللّه عذابهم حين جعل فرعون وأشراف قومه وأتباعه قادة ضلال، وقدوة لكل كافر وعات، إلى يوم القيامة، لأنهم قاموا بإضلال غيرهم ودعوتهم إلى النار، فجوزوا بجزاءين: جزاء الضلال، والإضلال، وفي يوم القيامة لا يجدون مناصرين لهم، ولا شفعاء يشفعون لهم، لإنقاذهم من بأس اللّه وعذابه.
وألزمناهم على الدوام في الدنيا لعنة وخزيا، وغضبا، على ألسنة المؤمنين والأنبياء المرسلين، كما أنهم يكونون يوم القيامة من المقبوحين، أي الذين يقبح كل أمرهم، قولا لهم وفعلا، ومن المطرودين المبعدين عن رحمة اللّه، كما جاء في آية أخرى: {وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)} [هود: 11/ 99].
وتم إنجاء أهل الإيمان بعد إغراق فرعون وقومه، فآتى اللّه موسى كتاب التوراة بعد إهلاك أهل القرون القديمة من قوم نوح وهود وصالح ولوط، ليكون ذلك الكتاب مصدر هداية ونور وتبصّر وتدبّر وتفكّر، ورحمة لمن آمن به، وإرشاد للعمل الطّيب، وإنارة للقلوب، لتمييز الحق من الباطل، لعل الناس يتذكّرون به ويتّعظون، ويهتدون بسببه.
تضمّن هذا الإخبار أن اللّه تعالى أنزل التوراة على موسى، بعد إهلاك فرعون وقومه، وبعد إهلاك الأمم القديمة من عاد وثمود وقرى قوم لوط وغيرها، والقصد من هذا الإخبار التمثيل لقريش وتحذيرهم بما تقدّم في غيرهم من الأمم من ألوان العذاب.
إخبار النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن الأقوام السابقين:
تواترت الأدلة والبراهين على صدق النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، بما أوحى اللّه إليه في القرآن الكريم المعجزة الخالدة أبد الدهر.، ومن أنباء القرآن: ما قصّه اللّه على نبيّه من أخبار صادقة، عن قوم أو أمم لم يشهدهم، ولم يكن معهم، ولم يدوّن التاريخ أخبارهم، فلم يبق طريق للمعرفة إلا الوحي القرآني فهو المصدر الصحيح لتلك الأخبار، وفي ذلك عظة وعبرة، وبرهان ساطع على صدق النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم. ومن أهم تلك الأخبار بعض فصول قصة موسى عليه السلام، وأهمها إنزال التوراة عليه، في جبل الطور في صحراء سيناء، قال اللّه تعالى:


{وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} [القصص: 28/ 44- 47].
المعنى: لم تحضر أيها النّبي هذه الأخبار الغيبية التي نخبر بها، ولكنها صارت إليك بوحينا، وذلك حين أنزلنا التوراة على النّبي موسى عليه السّلام، وما كنت أيها النّبي من الحاضرين تلك المناجاة ومكالمة اللّه تعالى. فكان الواجب على قومك المسارعة إلى الإيمان برسالتك، ولكن تطاول الأمر والزمن على القرون (الأمم) التي أنشأناها، زمنا زمنا، وطال عليها العهد، فاندرست العلوم، وبادت المعارف، وتغيّرت الشرائع، ونسي الناس شرائع اللّه وأحكامه، واستحكمت فيهم الجهالة والضلالة.
وهذا تنبيه على المعجزة، لأن الإخبار عن قصة تاريخية من مئات السنين، دون مشاهدة لأحداثها، دليل واضح على صدق المخبر: وهو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وكذلك لم تكن أيها النّبي مقيما بين قوم شعيب في أهل مدين، تقرأ عليهم آياتنا المنزلة، ولكنا، أي ذات الجلالة كنا مرسلين إياك رسولا للناس، وأوحينا إليك بهذه الأخبار.
ولم تكن أيضا أيها الرسول موجودا بجانب جبل الطور، وقت إنزال التوراة إلى موسى، وحين مناداة موسى عليه السّلام وتكليمه ومناجاته، حتى تعرف تفاصيل الخبر، ثم تحدّث به للناس، ولكن علّمناك وأخبرناك بأخبار القرآن، وجعلناك رحمة للعالمين، لتنذر قوما وهم العرب، لم ينذروا من قبل، تنذرهم بأس اللّه وعذابه إن لم يؤمنوا بك، لعلهم يهتدون بما جئتهم به من عند اللّه عزّ وجلّ، ويتذكرون هذه الإنذارات والتحذيرات.
وأما سبب رسالتك أيها النّبي محمد: فهي إخبار قومك والعالم كله بمضمون رسالة اللّه وشرائعه وأحكامه، فإنهم إذا أصابتهم مصيبة العذاب على كفرهم، وما قدمته أيديهم من المعاصي، قالوا: يا ربّنا، هلا أرسلت إلينا رسولا يبيّن لنا صحة العقيدة، ونظام الحياة، فنؤمن بك ربّا واحدا، ونعمل بشريعتك، ونلتزم بدينك ونتّبع أحكامك، فلولا خشية الاعتذار بالجهل بالأحكام والتعرّض للمصائب، لما أرسلناك رسولا. والمصيبة: عذاب في الدنيا على كفرهم. وجواب قوله تعالى: {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ} محذوف، تقديره: لما أرسلنا الرسل، أي فيكون إرسال الرسل حجة على الناس في تركهم أحكام اللّه عن بيّنة وعلم. وهذا يلتقي مع المبدأ القانوني المعروف: «لا جريمة ولا عقوبة إلا بنصّ».
لذا بعثناك أيها النّبي رسولا للبشرية، نذيرا للإنسانية، تقيم عليهم الحجة البالغة، وتبلّغهم رسالة ربّهم في العقيدة والأخلاق ودستور الحياة، وتبطل اعتذارهم بأنهم لم يأتهم رسول ولا نذير. وذلك كما جاء في آية أخرى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (165)} [النّساء: 4/ 165].
وهذا الإنزال للقرآن والكتب السماوية السابقة: إنما هو رحمة من اللّه بعباده، ومن رحمته أنه لا يعذّب أحدا إلا بعد بيان، ولا يعاقب شخصا إلا بعد تكليف وإرسال رسول، وبعد التحقّق من وجود العقل الذي هو مناط التكليف.
إنكار القرآن من قبل المشركين:
إن عناد الكفّار يحملهم على شتى أنواع الكفر والضلال والتكذيب، ونشاهد هذه الظاهرة جليّة في مشركي مكة، فإنهم بعد إرسال الرسل محمد صلّى اللّه عليه وسلّم إليهم، ولغيرهم من العالم، وتأييده بمعجزة القرآن، طالبوا بإنزال كتاب عليه مثل التوراة دفعة واحدة، وكانوا قبل ذلك كافرين بالتوراة. وإذا طولبوا بكتاب منزل من عند اللّه خير من القرآن، عجزوا وتراجعوا، مما يدلّ كل ذلك على اتّباعهم الأهواء. وأما سبب تنجيم القرآن، أي نزوله تدريجا مقسطا على حسب المناسبات، فهو تلاؤمه مع الحكمة والحاجة وعلاج النوازل، ومراعاة المصلحة، وتجاوبه مع مقتضيات كل عصر وأوان، وهذا كله حكاه القرآن الكريم، وسجّله على هؤلاء الكفرة في قول اللّه تعالى:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6